السيو

الكتابة باليد بتقنية الذكاء الاصطناعي سنة 2024

الكتابة باليد بتقنية الذكاء الاصطناعي مع تقدم التكنولوجيا وتطور الذكاء الاصطناعي بشكل متسارع، أصبح بإمكانه القيام بمهام مذهلة تتجاوز حدود الخيال. من بين هذه المهام المدهشة، يبرز قدرة الذكاء الاصطناعي على نسخ خط اليد بدقة فائقة. هذا التقدم الرائع يثير تساؤلات حول كيف سيؤثر هذا الإنجاز على حياتنا اليومية والتفاعلات الاجتماعية.

عندما يمكن الذكاء الاصطناعي من تكرار خط اليد بدقة، يفتح أمامنا أفقًا جديدًا من الإمكانيات في مجالات عدة. في مجال التوقيع الرقمي، يمكن للأفراد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء توقيعات رقمية تشبه تمامًا كتابتهم اليدوية. هذا يمكن أن يكون ذا أثر الكبير في التحقق من الهوية الرقمية وتسهيل العديد من العمليات الإلكترونية.

ومع ذلك، يطرح هذا التقدم أيضًا تحديات ومخاوف جديدة. قد يتساءل البعض عن مدى أمان وخصوصية هذه التقنية، حيث يمكن أن يتم استخدام تكنولوجيا نسخ خط اليد بشكل غير قانوني أو غير أخلاقي. كما قد يطرح السؤال حول كيف سيتعامل المجتمع مع هذا التقدم، وكيف ستتغير توجهاتنا نحو الثقة والأمان في العصر الرقمي.

إذاً، يظهر أن تقنية نسخ خط اليد بدقة من قبل الذكاء الاصطناعي تشكل نقطة تحول هامة في تفاعلنا مع التكنولوجيا. سيكون لها تأثيرات على الجوانب الاقتصادية، الاجتماعية، والأمان الرقمي. ومن المهم أن نستكشف هذه التأثيرات بعناية لضمان استفادتنا من التكنولوجيا بشكل إيجابي، وفي الوقت نفسه حماية قيمنا وحقوقنا في هذا العالم الرقمي المتطور.

الكتابة باليد بتقنية الذكاء الاصطناعي: إمكانيات جديدة أم تحديات تقنية؟

بدايةً، استهل الباحثون في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي رحلة تطوير نموذج ذكاء اصطناعي يحاكي الكتابة بخط اليد بمحفزٍ قوي هو الفضول العلمي. يشير الدكتور هشام شولاكال، الأستاذ المساعد في قسم الرؤية الحاسوبية بالجامعة وأحد المشاركين في تطوير هذا النموذج الجديد، إلى أن الهدف الرئيسي كان مجرد استكشاف إمكانية تغذية نموذج ذكاء اصطناعي بعينات مكتوبة بخط يد فرد معين. وكان السؤال الذي حملوه هو: هل يستطيع النموذج التعرف على نمط خط يد الشخص وبعد ذلك كتابة نصوص وفقًا لهذا النمط؟

تم تقديم النتائج الأولية لهذا البحث في عام 2021 خلال فعاليات المؤتمر الدولي للرؤية الحاسوبية، حيث تم التركيز على المقاربات السابقة التي اتُّبعت لمحاكاة نمط الكتابة باليد. تضاءلت الضوء حينها على التقنيات السابقة التي اعتمدت على تقنية التعلم الآلي المعروفة بـ (الشبكات التوليدية التنافسية) GANs. هذه التقنية قادرة على تقليد نمط خط اليد، مثل ميلان الخط أو سُمك الخط، ولكنها واجهت تحديات عند محاكاة نمط كتابة الحروف بشكل فردي والخطوط المتصلة بينها.

 

تقنية محولات الرؤية: مفتاح محاكاة الكتابة باليد بتقنية الذكاء الاصطناعي بدقة عالية : 

للتغلب على هذه التحديات، قرر الباحثون الاعتماد على تقنية (مُحولات الرؤية) Vision Transformers بدلاً من تقنية (الشبكات التوليدية التنافسية). تُعتبر محولات الرؤية نوعًا من الشبكات العصبية المصممة خصيصًا لمهام الرؤية الحاسوبية. ركز الباحثون في دراستهم على كيفية استخدام هذه المحولات لمحاكاة الكتابة باليد.

تظهر الكتابة باليد بتقنية الذكاء الاصطناعي محولات الرؤية كبديل مثالي لشبكات التوليد التنافسية لأنها تعمل على التعامل مع مفهوم التبعيات الطويلة المدى، حيث تشير هذه الفكرة إلى العناصر التي تكون الصورة وكيفية تباعدها عن بعضها، مع التركيز على العلاقة بين هذه العناصر في الصورة على الرغم من تباعدها.

يوضح الدكتور فهد خان، نائب رئيس قسم الرؤية الحاسوبية في الجامعة وأستاذ مشارك في القسم وأحد المشاركين في تطوير هذا النموذج الجديد، أن “محاكاة نمط كتابة خط اليد تتطلب النظر إلى النص بأكمله لفهم الروابط بين الحروف أو أشكالها، ورصد كل هذه العناصر يتطلب رؤية مجالية شاملة. وتحقيق هذا الهدف باستخدام الشبكات العصبية التلافيفية (CNNs) ليس بالأمر السهل، وهذا هو الفجوة التي اكتشفها فريق البحث وعالجها باعتماد تقنية المحولات.”

 

تقنية “محول الكتابة اليدوية” (HWT)    ثورة في الكتابة باليد بتقنية الذكاء الاصطناعي : 

بالنسبة لدقة الكتابة باليد بتقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة، أُطلق على النموذج الذي طوره الباحثون اسم “محول الكتابة اليدوية” (HWT). من أجل تقييم مدى دقتها، قام الباحثون بمقارنتها مع تقنيتين أخريين لتوليد الكتابة اليدوية، وهما: GANwriting وDavis et al. قاموا بعرض النصوص المكتوبة بخط اليد التي تم إنتاجها بواسطة الثلاث تقنيات على مجموعة من 100 شخص، ثم سألوهم عن النموذج الذي يفضلونه. أظهرت النتائج أن 81% من المشاركين في الدراسة فضلوا تقنية “محول الكتابة اليدوية” (HWT).

ومن أجل التحقق من أداء النموذج الذي تم تطويره، أوضح الدكتور سلمان خان، الأستاذ المشارك في قسم الرؤية الحاسوبية وأحد المشاركين في تطوير النموذج الجديد: “لقد قدمنا النص المولد باستخدام التقنية الجديدة لمجموعة من الأفراد، حيث طُلب منهم مقارنة النص المولد بالنص الأصلي. وكانت المفاجأة أن الكتابة اليدوية التي أنشئت كانت جيدة جدًا بحيث لم يتمكن المشاركون من التمييز بين خط اليد المقلد والخط اليد الفعلي. كانت هذه النتيجة مُرضية للغاية.”

 

تقنية “محول الكتابة اليدوية” (HWT)  هل ستُحدث ثورة في الكتابة العربية؟

فيما يتعلق بدعم التقنية للغة العربية، كان تركيز الفريق البحثي في دراستهم الأولية على محاكاة خط اليد باللغة الإنجليزية. ومع ذلك، يظهر اهتمام الفريق بالنظر في إمكانية استخدام التقنية نفسها مع لغات أخرى، ومن بين هذه اللغات تأتي اللغة العربية كواحدة من أبرزها. ويرجع تعقيد تحليل اللغة العربية إلى الطريقة التي ترتبط بها الحروف العربية في النصوص المكتوبة بخط اليد.

على الرغم من التحديات التي تشكلها خصوصيات الكتابة العربية، إلا أن الفريق يسعى إلى تحسين وتطوير تقنياتهم لتشمل اللغة العربية، مما قد يفتح أفقًا جديدًا لتطبيق التقنية في مجتمعات تستخدم اللغة العربية. بالتالي، يعكس اهتمام الفريق بالتوسع إلى لغات متنوعة التزامًا بتحقيق تطبيقات أوسع نطاقًا وفعالية أكبر لتقنياتهم المبتكرة.

تأثير تقنية محول الكتابة اليدوية: بين الفوائد الملموسة والتحديات الأمنية

بالنظر إلى تأثير هذه التقنية الجديدة على حياتنا، يظهر أن لها فوائد ملموسة في مساعدة الأشخاص الذين يواجهون إصابات تعيقهم عن استخدام القلم، كما يمكن استخدامها بفعالية في إنتاج كميات كبيرة من البيانات لتحسين أداء نماذج التعلم الآلي في معالجة النصوص المكتوبة بخط اليد.

ومع ذلك، يتسلل القلق في الوقت ذاته حيال سوء استخدام هذه التقنية في تزييف خط اليد لأي شخص، مما يفتح أفقًا لقضايا جديدة تتعلق بالاحتيال وتزوير المستندات. ومن الملفت للنظر أن نتائج النماذج الحالية تكاد تكون لا تميز بينها وبين النص الحقيقي الذي صاغته اليد البشرية.

لمثال، يُظهر النموذج الذي طوره الباحثون في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي قلة اعتماده على كميات كبيرة من البيانات للتدريب، حيث يكفيه بضع فقرات أصلية مكتوبة بخط اليد المراد محاكاته. ومع هذا التطور، يظهر هناك خطر يُشير إليه الدكتور راو محمد أنور، الأستاذ المساعد في قسم الرؤية الحاسوبية وأحد المشاركين في تطوير هذا النموذج الجديد، حيث يقول: “نحن في فريق العمل حذرون للغاية وندرك أن هناك احتمالية سيئة لاستخدام هذه التقنية التي تحاكي جزءًا من هوية الشخص وهو كتابة خط اليد. وهذا أمر نأخذه على محمل الجد ونفكر فيه مليًا قبل أن نتخذ خطوة في نشر استخدام هذه التقنية”.

في هذا السياق، يؤكد الدكتور تشولاكال: “النتائج الجديدة التي توصلنا إليها تُعزز الوعي بالتهديدات المحتملة، إذ إنه من المهم إدراك أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد خط يحاكي نمط خط الإنسان هو أمر ممكن، على الرغم من المخاطر المحتملة.”

خلاصة

في ختام هذا الاستكشاف لتقنية محول الكتابة اليدوية، نجد أن تلك التقنية تحمل في طياتها إمكانيات هائلة وتحديات متعددة. من جهة، يبرز إسهامها الإيجابي في تسهيل الحياة للأفراد الذين يعانون من قيود تقنية، وكذلك دورها المحوري في تحسين أداء نماذج التعلم الآلي. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل التحديات الأمنية والأخلاقية المترتبة على قدرتها على تقليد خط اليد بدقة، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات الاستخدام السلبي والاحتمالات الأخلاقية المعقدة.

من المهم أن يتم التفكير بعناية في الاستفادة المستقبلية من هذه التقنية مع التأكيد على وضع إطار أخلاقي قوي وسياسات فعالة لضمان استخدامها بشكل آمن ومسؤول. يجب أيضًا أن تسعى المجتمعات العلمية والتقنية إلى تطوير آليات رصد ومراقبة لمنع سوء الاستخدام وضمان تقدم التكنولوجيا بشكل مستدام نحو الإفادة من الابتكارات دون تأثير سلبي.

في نهاية المطاف، يظل الحذر والوعي الدائمين حيال التقنيات الحديثة أمرًا ضروريًا. إن توازن الاستفادة من التقنية مع التفكير في الآثار الجانبية والتداول بحذر بين التقدم العلمي والأخلاقي هو المفتاح لضمان استمرار التطور التكنولوجي في خدمة الإنسانية.

إقرأ أيضا :  باي بال تفصل 2500 موظف وتعيد هيكلة إدارتها لتعزيز الكفاءة والتركيز.

 المصدر :  أخبار تقنية 

 

سعد ركان

بعد 7 سنوات من العمل في مجال AdSense Arbitrage في المغرب، اكتسبت خبرة واسعة في التسويق والعمل عبر الإنترنت. أهتم بالتكنولوجيا وأقوم بقراءة متواصلة لتحسين معرفتي وتقديم قيمة للقارئ بموضوعات متنوعة وجودة عالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى